الاثنين، 26 أبريل 2021

طلب الجنه

 إخواني: عليكم بطلب الجنة، فإن النار وسط الكف، شهوات الدنيا مصائد تقطع عن الوصول، فإذا بطلت الشهوات بحلول الموت أحس الهالك بما لم يكن يدري، كما أن خوف المبارز يشغله عن ألم الجراح، فإذا عاد إلى المأمن زاد الألم، فإذا ماتوا انتبهوا.

كما شيعتم قريبا، ورميتموه سليبا، وتركتموه وأسمعكم من الوعظ عجيبا (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك) .
تالله إن الزاد لطيف، وإن المزاد لخفيف، مع أن الأمر جد، والخطب إد، إن الحازم لا يترك الحذر حتى يصل المأمن.
لما اعترض إبليس " لأحمد " قال: فتني، قال: لا بعد.
لا فرح بوصول الكوفة وما عبرت العقبة، الطمع مركب التلف، والحزم مطية النجع، والتواني أبو الفاقة، والبطالة أم الخسران، وما يحصل برد العيس إلا بحر التعب.
ما العز إلا تحت ثوب الكد
إخواني: ذهب والله في التفريط العمر، غفل الوصي فضيع مال الطفل، مصيبتنا في التفريط واحدة.
أجارتنا إنا غريبان ها هنا ... وكل غريب للغريب نسيب
رحل ركب المحبة في ظلام الدجى، فصبح القوم المنزل، ونحن على غير الطريق. واأسفا من قلة الأسف، واحزناه على عدم الحزن، قفوا على آثار السالكين فاندبوا المنقطع.
ليست بأطلالي ولكنها ... رسوم أحبابي فنوحوا معي
يا ساكنا بالبلد البلقع ... ويا ديار الظاعنين اسمعي
يا ديار الأحباب: أين سكانك؟ يا مرابع الأحباب: أين قطانك؟
ها إنها منازل تعودت ... مني إذا شارفتها التسليما
يا نفحة الشمال من تلقائها ... ردي علي ذاك النسيما
يا متخلفا ما جاء مع المعتذرين: رحل الركب في زمان رقادك، فإذا قمت من الكرى فأقم مأتم الندب، قف على الرسوم وابك على انقطاعك، لعلك تؤنس رفيق " تجدني ".
إذا جزت بالغور عرج يمينا ... فقد أخذ الشوق منا يمينا
وسلم على بانة الواديين ... فإن سمعت أوشكت أن تبينا
فصح في مغانيهم أين هم ... وهيهات أموا طريقا شطونا
ورو ثرى أرضهم بالدموع ... وخل الضلوع على ما طوينا
أراك يشوقك وادي الأراك ... أللدار تبكي أم للساكنينا
سقى الله مربعنا بالحمى ... وإن كان أورث داء دفينا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق